لم تستثني الحرب في سوريا أحداً من المدنيين ولم تفرق بين رجل وامرأة، بل كانت المعاناة في كثير من الأحيان أشدّ وأقسى على النساء بعد أن تحول معظمهن إلى أرامل أيتام, فقدن رب الأسرة ليجدن أنفسهن المسؤولات المعيلات لأطفالهن.
تقول أم عصام: (( بعد أن فقدت زوجي قبل عامين عانت أسرتي من مشاكل مالية وعاطفية، فكان علي أن أكون مصدر الأمان لأطفالي الصغار حتى لا يشعرو بفراغ فقدان والدهم، ظروف الحرب قاسية على الجميع ولكن علي أن أفكر بأطفالي وتأمين لقمة العيش لعائلتي ))
ولأن المرأة السورية لها مكانتها في مجتمعها وبيتها، ولأنها قادرة على الإنتاج والتصنيع، وتمتلك الصبر والإرادة، فقد أطلقت مؤسسة إحسان للإغاثة والتنمية مشروعاً لدعم وتمكين النساء في محافظة درعا من خلال تأسيس ٣ مراكز لتصنيع المنتجات الغذائية التي تعمل على إنتاجها ١٢ امرأة سورية، قامت مؤسسة إحسان باختيارهن من ضمن الفئات الأكثر ضعفاً من النساء الأرامل المسؤولات عن إعالة أسرهن و اللاتي تأثرن بشكل مباشر من الحرب في سوريا. حيث تقوم المراكز بإنتاج الألبان والأجبان بطاقة إنتاج تصل إلى ٣٥٠ كيلو حليب يومياً يقوم فريق إحسان بتأمينه بعد استكمال تجهيزات المراكز بشكل كامل بأفضل المعدات اللازمة لتشغيله.
يقول الأستاذ أحمد مسؤول المشروع في مؤسسة إحسان: (( هدف مشروع مراكز تصنيع المنتجات الغذائية هو تقديم الدعم اللازم للنساء المتضررات بشكل مباشر من حالة الصراع في سوريا ، حيث سيكون للمشروع عائد مالي للسيدات العاملات فيه وللمجتمعات التي يتواجدن فيها، كما سيكون للمشروع أثر نفسي حيث أن هذه المراكز ستشكل مساحة آمنة لهذه النساء لتخفف عنهن مشقة وصعوبات الحياة))
ويجري العمل على إجراء تدريبات لازمة للسيدات العاملات في المراكز بهدف تأهيلهن ليكن قادرات على إدارة وتشغيل المراكز بأنفسهن من خلال تقديم دورات في إدارة الأعمال والإدارة المالية وعمليات البيع والشراء.
ويعد مشروع مراكز تصنيع المنتجات الغذائية أحد المشاريع التي تقوم بها مؤسسة إحسان بهدف دعم وتمكين المرأة السورية في عدة محافظات، كمشروع دعم المنتجات المنزلية في محافظة إدلب والذي أطلقته إحسان الشهر الماضي.