أكثر من 212 ألف نازح بحاجة لتدخل عاجل في ريف إدلب

By 27/01/2018أخر الأخبار
تتواصل موجة نزوح المدنيين في محافظة إدلب مع تصاعد وتيرة الاشتباكات والقصف الشديدين، حيث نزح أهالي ريف إدلب الشرقي والجنوبي وريف حماه الشرقي باتجاه ريف إدلب الشمالي ونحو المخيمات القريبة من الحدود التركية ليصل عدد النازحين إلى أكثر من 212 ألف نازح بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة OCHA، والعديد منهم يقعون تحت وطأة النزوح للمرة الثانية وبعضهم للمرة الثالثة.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن أكثر من 30 ألف نازح قد نزحوا في الأسبوع الماضي إلى مدينة إدلب المكتظة بالسكان وكذلك إلى البلدات الموجودة على طول الحدود التركية، والعديد من العوائل النازحة التي ما تزال في العراء تكافح من أجل إيجاد مأوى مع عدم كفاية المخيمات القائمة في المنطقة والتي ازدحمت بسكانها في برد الشتاء القارس.
فتحت المساجد والمدارس أبوابها لاستقبال النازحين في العديد من المناطق، ومع ذلك تبقى الحاجة ماسة إلى تدخل المنظمات الإنسانية لتأمين الحاجات الضرورية لهؤلاء النازحين من غذاء ومأوى وبطانيات ومواد النظافة والتدفئة.
وقد استنفذت قدرة استيعاب المأوى في محافظة إدلب بشكل كبير، حيث أن حركة النزوح الأخيرة تشكل عبئاً إضافياً على مجتمع مضيف مثقل بالفعل، فالمجتمعات والمخيمات التي تستضيف آلاف النازحين، تكافح من أجل استيعاب الوافدين الجدد.
من جانبه، أوضح المسؤول في منظمة الصليب الأحمر ، توماس غاروفالو: ” نحن قلقون جدا على سلامة 2.6 مليون شخص يعيشون في إدلب إذا استمر خط المواجهة في التقدم”. وأضاف: “إن الناس قد أخبرونا بأنه لن يكون أمامهم خيار سوى حمل أنفسهم وعائلاتهم مرة أخرى والتوجه إلى الشمال. وسيتوجهون إلى مخيمات النزوح التي تتجاوز بكثير القدرة على احتوائهم، ما يعني أن وضعهم سيزداد سوءاً خاصة في هذا الوقت”.
وتعد محافظة إدلب هي الملاذ الأكبر للنازحين في سوريا، وذلك بعد اتفاقيات الهدن والتسليم في العديد من المناطق التي كانت خارجة عن سيطرة الحكومة السورية، والتي أدت بالمحصلة إلى خروج سكان تلك المناطق نحو إدلب مما تسبب في تضخم عدد السكان في المحافظة.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جينز لاركه أن 55% من المجتمعات المحلية فى محافظة ادلب مثقلة بالعبء، وفي حوالي 10% من هذه المجتمعات، يشكل النازحون داخليا أكثر من 70% من مجموع السكان.
وقد أثار القتال في إدلب، والذي تكثف في الأيام الأخيرة وسط الهجمات والقصف العشوائي الذي يقوم به النظام السوري وحلفاؤه مقابل الهجمات المضادة لفصائل المعارضة، مخاوف من وقوع كارثة إنسانية في منطقة مزدحمة جداً بالنازحين.
وقال نائب رئيس الدفاع المدني السوري “الخوذ البيض”، منير مصطفى، لصحيفة “غارديان” البريطانية، إن “موجة النزوح التي تشهدها إدلب اليوم هي الأكبر منذ اندلاع الثورة السورية”.
وقال مصطفى الحاج يوسف، وهو عامل إنقاذ في الدفاع المدني ضمن محافظة إدلب، إن “الانفجارات ليست يومية بل بالساعة وعلى المنطقة بأكملها، ويبدو أنه عشوائي تماماً”. وأضاف بحسب الصحيفة “الشيء الذي يضرنا أكثر هو الضربات المزدوجة، فعندما يقوم النظام بقصف المنطقة، ونذهب إليها بعد تلقي مكالمات الطوارئ، يقوم بقصفها مرة أخرى. إن نزوح اللاجئين عادة ما يكون خوفاً من القصف العشوائي”.
وترافقت حملة النظام مع هجوم متجدد على المستشفيات، استهدفت ثمانية منها على الأقل في إدلب في الأسابيع الأخيرة. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أيضا إن القتال أجبر بعض المنظمات الإنسانية على التوقف عن العمل في أجزاء من جنوب إدلب. لكننا نأمل ان تتحمل منظمات الاغاثة مسؤولياتها وتقدم كل ما يلزم من مساعدة لهؤلاء الذين يضطرون الى مغادرة منازلهم الى مناطق اخرى نتيجة القصف.